مؤلف سلسلة “العبقريات” في الأدب العربي هو الكاتبع والمفكر المصري الراحل عباس العقاد، والذي أسهم بشكلٍ لافت في توثيق ورصد أبرز الشخصيات الإسلامية، مُبرزًا دور رسول الله ﷺ، حيث يعتبر هذا العمل مرجعًا هامًا للعديد من الكُتّاب والمؤرخين عند تناولهم لهذه الشخصيات. تناولت السلسلة سير هؤلاء العِظام من عدة جوانب، وفي هذا المقال، سنستعرض بإيجاز حياة المؤلف عباس العقاد، وتأثيره في الأدب العربي.
محتويات
سلسلة العبقريات
سلسلة “العبقريات” تتكون من مجموعة من المؤلفات الفكرية التي تشمل أكثر من إصدار، وتعرض سير وعبقريات شخصيات بارزة مثل النبي ﷺ وعيسى بن مريم والخلفاء الراشدين. هذه السلسلة ليست مجرد سرد تاريخي، بل تسلط الضوء على العبقريات التي تميز بها أصحاب هذه السير، وهي تعد مرجعًا قويًا لمحبي الأدب والتاريخ. تضم السلسلة الأجزاء التالية
- عبقرية محمد.
- عبقرية عمر.
- عبقرية الصديق.
- عبقرية عثمان.
- عبقرية الإمام علي.
- عبقرية خالد.
- عبقرية المسيح (حياة المسيح).
من هو مؤلف سلسلة العبقريات في الأدب العربي
تُنسب سلسلة “العبقريات” للكاتب والمفكر المصري عباس العقاد، الذي يُعتبر من أبرز كُتاب القرن العشرين في مصر، حيث أرخى عطاءاته الفكرية والسياسية لأكثر من مئة مؤلف في النشرة عدة. يُعد العقاد موسوعة فكرية نظرًا لثقافته الواسعة التي جعلته كاتبًا ومفكرًا وأديبًا وفيلسوفًا، مما أدي إلى معارك أدبية وفكرية مع أدباء عصره مثل نجيب محفوظ وأحمد شوقي.
نبذة عن عباس العقاد
عباس محمود العقاد وُلد في 28 يوليو عام 1889 في محافظة أسوان. والده كان مصريًا له أصول كردية. حصل العقاد على الشهادة الابتدائية عام 1903، إلا أنه لم يُكمل دراسته بسبب الظروف المالية لعائلته، مما جعله يعتمد على ذكائه وفطنته في إثراء معلوماته ودراسته بمفرده حتى أصبح بارعًا في اللغة العربية والإنجليزية.
وظائف عباس العقاد
شغل العقاد عددًا من المناصب الحكومية في بداية حياته، لكنه استقال بسبب ملله من الروتين الحكومي، موضحًا في مقاله “الاستخدام رق القرن العشرين” ما دفعه لذلك. بعد استقالته، اتجه للعالم الصحفي وقد أسس مع محمد فريد وجدي جريدة “الدستور”، وتوالت بعدها مشاريعه الصحفية.
نشاطه السياسي
برز العقاد كمدافع عن حقوق الإنسان ومعارض للجور، مما وضعه في صدامات فكرية وسياسية مع السلطات حتى تم انتخابه في مجلس النواب. واجه العقاد صعوبات، إذ سُجن لفترة بسبب مواقفه الشجاعة ضد الملك فؤاد. كما عارض النظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية، مما اضطره للهروب إلى السودان ليعود بعد انتهاء الحرب.
فكره ومعاركه الأدبية
كان العقاد مثقفًا عميقًا ينتمى إلى تيارات فكرية متنوعة، ونشر العديد من الكتابات التي تتناول جوانب مختلفة من الحياة، بما في ذلك التاريخ والفلسفة وحرية المرأة. تميزت حياته الأدبية بمعارك شهيرة مع أدباء كبار مثل مصطفى صادق الرافعي وطه حسين.
مؤلفات العقاد
تتضمن مؤلفات العقاد الكثير من الكتب والمقالات، إذ ساهم بشكل كبير في الأدب العربي منذ العام 1936. من أهم أعماله
- خلاصة اليومية والشذور، 1912.
- الإنسان الثاني، 1913.
- ساعات بين الكتب، 1914.
- الحكم المطلق، 1928.
- الفصول، 1929.
- سيرة سعد زغلول، 1936.
- ديوان وحي الأربعين، 1942.
- الصديقة بنت الصديق، 1943.
- ابن الرومي، حياته من شعره.
- عمرو بن العاص، 1944.
- الله، الفلسفة القرآنية، 1947.
- فكر القرن العشرين، 1958.
- عبد الرحمن الكواكبي، 1959.
- التفكير فريضة إسلامية، 1962.
عبقرية محمد
يُظهر هذا الكتاب دفاع العقاد عن رسول الله ﷺ، مُستعرضًا الصفات المتمزة لشخصية النبي في مختلف الجوانب مثل الدعوة والسياسة.
عبقرية الصديق
هذا الكتاب يوضح فضائل خليفة رسول الله ﷺ الأول أبو بكر الصديق، حيث يستعرض شخصيته ودوره الكبير في الازدهار الإسلامي.
عبقرية عمر
يتناول الكتاب شخصية الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، مُسلطًا الضوء على مؤهلاته الفريدة ودوره البارز في الإسلام.
عبقرية عثمان
هنا يُدافع العقاد عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان، مستعرضًا مآثر حكمه الحضارية في زمنه.
عبقرية الإمام علي
يجسد الكتاب عبقرية الإمام علي بن أبي طالب، مسلطًا الضوء على حكيمته وشجاعته ورؤيته السياسية.
عبقرية خالد
يتناول الكتاب حياة القائد الفذ خالد بن الوليد، مُستعرضًا إنجازاته الحربية وعطائه الكبير في نشر الإسلام.
وفاة العقاد
توفي عباس العقاد في 13 مارس 1964 عن عمر يناهز 74 عامًا، دون أن يتزوج، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا هائلًا. انتهى بهذه الطريقة حياة مفكر عظيم أسس لفكر أدبي راقٍ وأثرى المكتبة العربية بأعماله.
في الختام، قدمنا لمحة عن حياة الأديب عباس العقاد، مؤلف سلسلة “العبقريات”، مُستعرضين بعض الجوانب الأساسية من تاريخ حياته الأدبية والسياسية.