تتسم خطبة وصلاة الجمعة بمكانة هامة في الإسلام، إذ تستمد أحكامها من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تحتم على الناس والخطيب الالتزام بها لضمان الأجر والثواب. ومن بين هذه الأحكام، يعتبر وقت بداية خطبة الجمعة، وموعد دخول الخطيب إلى المسجد، وكذلك توقيت صعوده إلى المنبر من المسائل التي تم تسليط الضوء عليها وفقاً للرأي الراجح لدى فقهاء الدين وعلماء المسلمين.
متى تبدأ خطبة الجمعة
يدور خلاف بين علماء الدين حول توقيت صلاة الجمعة، إلا أن الرأي الأكثر شيوعًا والأرجح هو أنها تفترض أن تبدأ عند دخول وقت صلاة الظهر (المعروف بالهاجرة، حين تزول الشمس عن كبد السماء باتجاه الغروب). ويأتي هذا الرأي مدعومًا بغالبية الآراء، بينما يذهب الحنابلة إلى أن الوقت المناسب لصلاة الجمعة هو نفس وقت صلاة العيد (عندما ترتفع الشمس عن مكان شروقها بمقدار رمح)، وهو رأي يُعتبر قويًا كذلك. ويعد الرأي الأقل شيوعًا هو الذي يرى أن الوقت المناسب لصلاة الجمعة هو في الساعة السادسة من نهار اليوم، وهو ما أشار إليه الخرقي. وتجدر الإشارة إلى أن صعود الإمام إلى المنبر قبل دخول وقت الظهر يجزيء في الأجر، ولكن من الأفضل والأحوط للمسلمين أن يؤجلوا بداية الخطبة إلى ما بعد الظهر.
ينبغي على الخطيب تأخير دخوله إلى المسجد حتى بعد الزوال (أي في وقت الهاجرة) لإتاحة الفرصة لجمع المصلين، وهو ما تضمنته سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما أشار ابن القيم الجوزي في مؤلفه المعروف “الزاد” “وكان صلى الله عليه وسلم يمهل يوم الجمعة حتى يجتمع الناس، فإذا اجتمعوا خرج إليهم، فإذا دخل المسجد سلم عليهم، ثم إذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه وسلم عليهم”.