تُعتبر أركان خطبة الجمعة من الشروط الأساسية لصحة الخطبة، حيث تُحدد هذه الأركان مدى صلاحية الخطبة وأثرها في نفوس الحضور. وعادةً ما يُقصد بالركن العناصر التي يقوم عليها الشيء ويُؤسس به. وبالتالي، فإن الخطيب يتحمل مسؤولية كبيرة في إعداد خطبته التي سيلقيها في ساعة صلاة الجمعة، إذ يتعين عليه التأكد من صحة وفاعلية خطبته أمام الله وأمام المصلين، لكي لا يفقدوا الأجر المرتبط بصلاتهم وخطبهم.
أركان خطبة الجمعة
يجمع غالبية العلماء، لا سيما من فقهاء الشافعية والحنابلة، على وجود أركان عامة لخطبة الجمعة. وعلى الرغم من اختلافهم في بعض التفاصيل، يمكن تلخيص هذه الأركان كما يلي
- ركن الحمد يجب على خطيب الجمعة أن يبدأ خطبتيه بالحمد لله عز وجل والثناء عليه، ويرجع ذلك إلى ما أجمع عليه الجمهور. وفي هذا الصدد، روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “كلُّ كلامٍ لا يبدأُ فيهِ بالحمدُ للَّهِ فَهوَ أجذَمُ”.
- الصلاة على رسول الله لا يُمكن فصل ذكر الله عن ذكر رسوله الكريم، وقد استُدل على ذلك بما أخبرنا به فضالة بن عجيل عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أكد على أهمية البدء بحمد الله ثم الصلاة على النبي قبل الدعاء.
- الوصية بتقوى الله تُعتبر الوصية بتقوى الله من أهم عناصر الوعظ، وقد أكد الإمام النووي -رحمه الله- أنه لا نص شرعي يفرض هذه الوصية لفظيًا، ولكنها مستمدة من تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم.
- قراءة ما تيسر من القرآن يجب على الخطيب تضمين一些 الآيات القرآنية خلال خطبتيه، سواء في إحداهما أو كليهما، على أن تكون متعلقة بموضوع الخطبة وتجعل من الرسالة أكثر وضوحًا وتأثيرًا.
- الدعاء للمسلمين يختلف العلماء حول استحباب أو وجوب دعاء الخطيب للمسلمين، ولكن الرأي الراجح هو وجوبه. فقد اعتُمدت هذه الممارسة منذ عهد السلف الصالح، وقد أشار الإمام النووي إلى أن الدعاء يعد مستحبًا وليس ركنًا، إلا أن فقهاء الحنابلة يرون الجهر بالخطبة وموالتها مع الصلاة ضرورياً.
- أركان أخرى تشمل هذه الأركان وجوب الشهادتين من الخطيب، الثناء على الله، ذكر حق الموت، تسمية الخطبة، التذكير بالثواب والعقاب، وأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه وأنبيائه، مع التأكيد على أن لقاء الله هو حق.