خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين

تشوهت العديد من المفاهيم في عصرنا الحاضر، بينما تطورت مفاهيم أخرى مع مرور الزمن. وعلى الرغم من أن بر الوالدين يعد من أقل القيم الجدلية، حيث يعتبر قيمة راسخة على مستوى العالم، إلا أن هناك من يخلط بين بر الوالدين وعبادتهما وضعهما في موضع الإله أو العبودية حتى في حالات الخطأ. لذا، فإن خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين يمكن أن تُسهم في توضيح الأمور وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين

خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين
خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم، حضورنا الكريم، أهلًا وسهلًا بكم في حفلنا المتواضع. أما بعد، فإن خير ما نستهل به حديثنا هو آيات من الذكر الحكيم. قال الله -عز وجل- {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} صدق الله العظيم.

الحمد لله الذي جعل بر الوالدين شريعة تُعزز الروابط الأسرية، مما يساهم في استقامة المجتمع. أيها الأحباب، إن حق الوالدين علينا عظيم، وبرهما واجب، ولن نستطيع أن نوفيهم حقهم مهما قدمنا من خير لهم.

إن مفهوم البر واسع، ويتضمن العديد من أفعال الإحسان والمحبة واللطف تجاه الوالدين، فهم أولى الناس بخيرنا وإحساننا. وقد أكد رسولنا الكريم على ذلك قائلًا في الحديث الشريف “خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأَهْلي.”

ومع ذلك، ينبغي التمييز بين بر الوالدين وبين جعلهم شريكًا لله. فبعض الأشخاص يصل بهم حبهم ورعايتهم لوالديهم إلى درجة أن يعتبرهم الرسول في قلب المسلم بمقام الله -عز وجل-! ونظرًا لهذا التطرف والفهم الخاطئ لمفهوم البر، تظهر العديد من المشاكل الاجتماعية، مثل تفكك الأسر وضعف الشخصية واستيقاظ النزعات القبيلة داخل النفس. لذا، بر والديك وأحسن إليهما دون أن تكون تابعًا أو خادمًا، ودون أن تظلم إنسانًا بريئًا، ودون أن ينتج عن حبك لهما فسادًا في المجتمع.

إذا اختلفت معهما، فتجادل بالتي هي أحسن، وكن رحيمًا ورقيقًا بحقهما. حاول إقناعهما من خلال الحوار الهادئ والعقلاني، وعليك أن تُشعرهما بحبك وتقديرك لهما حتى في أوقات الخلاف. تذكّر دائمًا أنهما أكثر الناس حبًا لك، فلا تسيء إليهما الظن، ولا تتعالى عليهما، ولا تتأفف منهما. عاملهما كما تحب أن يعاملك أبناءك في المستقبل.

ختامًا، أيها الأصدقاء الأعزاء، دعونا نجعل من بر الوالدين سلوكًا يوميًا في حياتنا، فإنه إذا فعلنا ذلك ننال رحمة الله وتوفيقه، وندخل الجنة -إن شاء الله-، ونسأل الله أن يعيننا وإياكم على صالح الأعمال. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.